نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجثث تتكدس في مستشفى السويداء بانتظار تحديد الهويات - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 21 يوليو 2025 02:13 مساءً
في مستشفى السويداء جنوبي سوريا، حيث تنبعث رائحة الموت من كل زاوية منذ أيام، لا تزال عشرات الجثث بانتظار التعرف إلى هوية أصحابها، وفق مسؤول طبي، بينما تواصل حصيلة قتلى الاشتباكات الطائفية الارتفاع يومياً.
وقال مسؤول في الطبابة الشرعية في المستشفى، من دون الكشف عن اسمه: «سلمنا 361 جثة إلى عائلاتها، بينما لا يزال لدينا 97 جثة مجهولة الهوية».
ومنذ بدء الاشتباكات في 13 يوليو/ تموز الجاري، في محافظة السويداء بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، سرعان ما تطورت إلى مواجهات دامية، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 1100 شخص، الجزء الأكبر منهم دروز.
450 جثة
ونُقلت أكثر من 450 جثة إلى مستشفى السويداء حتى الأحد، بينما تتواصل عملية العثور على قتلى في الشوارع والمنازل داخل المدينة، ولم يتم بعد سحب الجثث من قرى في ريفَي المدينة الشمالي والغربي، وفق إدارة المستشفى.
ويعمل الطاقم الطبي وسط ظروف صعبة في المستشفى الذي دارت اشتباكات في محيطه، وفي جزء منه خلال الأسبوع الماضي، بينما كان يغصّ بالجرحى الذين افترش بعضهم الممرات الضيقة.
ويقول الممرض هشام بريك الذي لم يفارق المستشفى منذ بدء الاشتباكات: «أدى وجود الجثث في المستشفى إلى انتشار رائحة كريهة في الطوابق». وأضاف الممرض: «كان الوضع مزرياً، لم يقو أي منا على السير في المستشفى دون وضع كمامات». وروي أن مصابين بينهم نساء وأطفال وشيوخ توافدوا إلى المستشفى، إضافة إلى العدد الكبير من الجثث التي نقلت إليه.
ورغم الإرهاق وشحّ المستلزمات الطبية وسط انقطاع خدمات المياه والكهرباء، يواظب المستشفى على فتح أبوابه.
وضمّت قافلة مساعدات أدخلها الهلال الأحمر السوري إلى المدينة الأحد، وهي الأولى منذ بدء المواجهات، مستلزمات طبية وأكياساً لوضع الجثث فيها، وفق ما أفاد مسؤول في المنظمة الإنسانية الأحد. لكن تلك المستلزمات لا ترقى إلى حاجات المستشفى الطارئة.
«كارثة طبية»
وبينما كان عناصر الهلال الأحمر يفرغون المساعدات، قال الناشط معتصم العفلق الذي يعمل في هيئة تابعة لمديرية الصحة في السويداء، إن المساعدات «تضم مستلزمات لكنها لا تشمل كل المطلوب وأعددنا قائمة باحتياجاتنا» تم تسليمها للمنظمة التي قالت، إن القافلة لن تكون الوحيدة.
وأضاف: «وصلتنا مياه ومواد طبية لكننا نحتاج إلى الكثير، لأننا نواجه كارثة طبية».
وتقتصر حصيلة القتلى الإجمالية حتى اللحظة على تلك التي وثقها المرصد السوري، بينما لم تتمكن مديرية الصحة الحكومية من جمع إحصاء دقيق بعد.
ودفع العنف أكثر من 128 ألف شخص في السويداء إلى النزوح من منازلهم، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
وجعل ذلك مسألة التعرف إلى عشرات الجثث أو جمعها عملية صعبة.
وقال العفلق: «لم نتمكن من إحصاء عدد الجثث، ونحاول التعاون مع الهلال الأحمر لوضع الجثث في أكياس، وأن نستحدث مقبرة جماعية لنقلها إليها، مع صعوبة وصول العائلات للتعرف إلى أصحابها». وأضاف: «نعاني كثيراً تلك المسألة».
وبحسب تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة: «خرجت المستشفيات والمراكز الصحية في السويداء عن الخدمة» وسط «نقص واسع في الغذاء والماء والكهرباء وتقارير عن جثامين غير مدفونة ما يثير مخاوف حقيقية على الصحة العامة».
وأشار التقرير إلى أن «الوصول الإنساني إلى السويداء لا يزال مقيداً للغاية»، لافتاً إلى أنه «في حين تمت مناقشة فتح ممرات، إلا أن الوصول الفعلي لم يؤمن بعد لتنفيذ عمليات إنسانية واسعة النطاق».
0 تعليق