محمد رشدي.. "صوت الريف المصري" الذي غيّر شكل الأغنية الشعبية في ذكراه - الهلال الإخباري

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
محمد رشدي.. "صوت الريف المصري" الذي غيّر شكل الأغنية الشعبية في ذكراه - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 20 يوليو 2025 07:37 مساءً

 

في مثل هذا اليوم من عام 1928، وُلد الفنان محمد رشدي، أحد أبرز أعمدة الغناء الشعبي في مصر والعالم العربي، صوته الريفي الأصيل، وأغانيه التي خرجت من قلب الأرض والمواويل التي عبّرت عن نبض البسطاء، جعلت منه أيقونة لا تتكرر. 

ومع حلول ذكرى ميلاده، نسترجع أبرز محطات حياته التي صنعت منه "ملك المواويل" و"الصوت الذي لا يُنسى".

النشأة وبداية المشوار الفني

وُلد محمد رشدي باسم "محمد محمد عبد الرحمن الراجحي" في 20 يوليو 1928 بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ. نشأ وسط بيئة ريفية بسيطة، وبدأ حفظ القرآن الكريم في كُتّاب قريته، مما ساعده على تنمية قدرته الصوتية والإيقاعية مبكرًا.

تعلّق منذ صغره بأجواء الموالد والإنشاد، وكان لحضوره في هذه المناسبات دور في تشكيل شخصيته الفنية. 

برز صوته القوي في سن مبكرة، ولفت انتباه العديد من أهل الفن، ومنهم كوكب الشرق أم كلثوم، التي شجعته على الانتقال إلى القاهرة لدراسة الموسيقى.

الدراسة في معهد الموسيقى وبداية التألق

تحقّق حلم رشدي في العاصمة، فالتحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى (المعهد العالي حاليًا)، وتخرج منه عام 1949. 

وبفضل موهبته الفريدة، اجتاز اختبار الإذاعة المصرية عام 1951، حيث قُبل بأغنيته "قولوا لمأذون البلد"، التي أصبحت بوابة عبوره إلى قلوب الجماهير.

في هذا الاختبار، كان يقف بجانبه وقتها شاب آخر هو عبد الحليم حافظ، في مشهد يحمل رمزية خاصة في تاريخ الغناء المصري.

الثلاثي الذهبي رشدي والأبنودي وبليغ

من أبرز ما ميّز مسيرة محمد رشدي الفنية، تعاونه الاستثنائي مع الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، والملحن العبقري بليغ حمدي. كوّن الثلاثي موجة جديدة في الأغنية الشعبية المصرية، مزجت بين أصالة الريف وحداثة التوزيع واللحن، فأنجبت أعمالًا خالدة ما زالت تُردد حتى اليوم.

أبرز الأغاني التي خلدت اسمه

ترك محمد رشدي تراثًا غنائيًا ضخمًا، تجاوز 600 أغنية، تنوعت بين المواويل، والأغاني العاطفية والوطنية والدينية، من أشهرها: عدوية، طاير يا هوا، كعب الغزال، وهيبة، عرباوي، ع الرملة، ميتى أشوفك، يا ليلة ما جاني الغالي

هذه الأعمال جسّدت روح المواطن البسيط، وأبرزت الطابع المصري الخالص في اللحن والأداء.

أدهم الشرقاوي ملحمة فنية إذاعية

في الستينيات، سجّل محمد رشدي ملحمة إذاعية ضخمة بعنوان "أدهم الشرقاوي"، والتي ضمت 85 مقطعًا غنائيًا متصلًا، تحوّلت لاحقًا إلى عمل سينمائي. هذا العمل أثبت قدرته على التعبير عن البطولة الشعبية، وساهم في تثبيت مكانته كرمز فني جماهيري.

حضور سينمائي محدود ولكن مميز

رغم أن محمد رشدي لم يكن نجمًا سينمائيًا تقليديًا، إلا أنه شارك في عدد من الأفلام التي أكدت حضوره الفني، منها: المارد (1964)، حارة السقايين، الزوج العازب (1966)، عدوية (1968)، السيرك (1968)، فرقة المرح (1970)، ورد وشوك (1971).

وقد كانت مشاركاته السينمائية في إطار الغناء أو كجزء من دراما شعبية ترتبط بجمهوره الأساسي.

المرض والرحيل.. نهاية صوت خالد

في سنواته الأخيرة، عانى محمد رشدي من عدة أمراض مزمنة، منها الفشل الكلوي وسرطان البروستاتا، إلى أن اشتدت حالته بإصابته بالتهاب رئوي حاد، أُدخل على إثره المستشفى.

وفي 2 مايو 2005، غاب محمد رشدي عن الساحة، لكنه بقي حيًا في وجدان الشعب المصري بأغانيه ومواويله التي تحكي عن الحب، والفقر، والوطن، والحنين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق