نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السودان في عين العاصفة: تصعيد ميداني وعقوبات دولية وسط تحركات سياسية لإنهاء الأزمة - الهلال الإخباري, اليوم السبت 19 يوليو 2025 02:38 مساءً
تشهد الساحة السودانية تسارعًا في الأحداث على المستويين السياسي والميداني، وسط تصعيد عسكري متواصل وأزمات إنسانية واقتصادية متفاقمة. وفي ما يلي أبرز المستجدات:
التحركات السياسية والدبلوماسية
تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن لاستضافة اجتماع رفيع المستوى للجنة الرباعية المعنية بالشأن السوداني، بمشاركة مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة. ويأتي الاجتماع في محاولة جديدة لتسوية الأزمة السودانية التي طال أمدها.
في تطور لافت، وصل رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس إلى الخرطوم في أول زيارة له منذ توليه المنصب، حيث استهل جولة ميدانية تفقد خلالها مشروعات تتعلق بالبنية التحتية والأمن، ضمن خطة لنقل مقر حكومة الأمل إلى العاصمة.
من جانبه، التقى الفريق ياسر العطا وفدًا من "تجمع السودانيين الشرفاء" لبحث جهود دعم القوات المسلحة والمساهمة في إعادة إعمار المناطق المتضررة، بينما عقد حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، اجتماعًا مع مفوضية حقوق الإنسان لبحث سبل فك الحصار عن مدينة الفاشر.
تصعيد ميداني وأزمات إنسانية
حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، من تحركات عسكرية مقلقة لقوات الدعم السريع قرب مدينة الأبيض، مشيرًا إلى وجود نوايا لشن هجوم وشيك على المدينة. وقد سبق ذلك هجوم عنيف على قرية "التميد" الواقعة جنوب غرب الأبيض، ضمن سلسلة اعتداءات متكررة على قرى كردفان.
وفي نيالا، أفادت تقارير ميدانية بانسحاب مفاجئ لقوة مسلحة من أبناء قبيلة السلامات، توجهت إلى الحدود مع إفريقيا الوسطى، ما أثار تساؤلات حول دوافع التحرك وتداعياته الأمنية.
عقوبات وضغوط دولية متزايدة
في خطوة تصعيدية جديدة، أعلن الاتحاد الأوروبي فرض الحزمة الرابعة من العقوبات على خلفية الحرب الدائرة في السودان. وشملت العقوبات بنك الخليج وشركة "ريد روك" للتعدين، إلى جانب قيادات بارزة في الدعم السريع، من بينهم أبو عاقلة كيكل وحسين برشم.
إلى ذلك، كشف تقرير للمرصد السوداني لحقوق الإنسان عن تصاعد الانتهاكات بحق المدافعين عن حقوق الإنسان، شملت القتل تحت التعذيب، والاعتقالات التعسفية، والتشهير، ما يشير إلى تدهور مقلق في البيئة الحقوقية بالبلاد.
كارثة طبيعية في ولاية الجزيرة
شهدت قرية بدينة بولاية الجزيرة كارثة إنسانية بعد أن غمرتها أمطار غزيرة، تسببت في أضرار جسيمة بالمنازل والبنية التحتية. وفي ظل غياب التدخل الحكومي، أطلق السكان مناشدات عاجلة لإغاثتهم وفتح الطرق المغلقة.
تدهور اقتصادي وأزمات خدمية
تسببت عواصف رعدية في أعطال بمحطات الكهرباء في عطبرة والإزيرقاب، ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر، بينما أكدت شركة الكهرباء أن الفرق الفنية تواصل أعمال الإصلاح.
في السياق الاقتصادي، واصل الدولار ارتفاعه أمام الجنيه السوداني ليقترب من حاجز 3000 جنيه، ما فاقم الأوضاع المعيشية مع ازدياد أسعار السلع. وشهدت ولاية القضارف ارتفاعًا في أسعار السكر، أرجعته الغرفة التجارية إلى الرسوم الحكومية، والإضرابات في الموانئ، وارتفاع تكاليف النقل.
النقل والمطارات
رغم تعطل مطار الخرطوم، لا يزال مطار بورتسودان يؤدي دورًا محوريًا كمنفذ جوي رئيسي للبلاد، حيث بلغ عدد المسافرين عبره في يونيو الماضي نحو 19،800 راكب.
أنشطة ميدانية وأمنية
أعيد افتتاح مسجد الخرطوم الكبير بعد تأهيله، وسط إجراءات أمنية مشددة تهدف إلى تعزيز الاستقرار في العاصمة. وفي مدينة ود مدني، أعلنت الشرطة تفكيك شبكة إجرامية متورطة في سلسلة من السرقات.
كما تمكنت الشرطة في المتمة من ضبط مركبة محمّلة بسبعة جوالات من البنقو، فيما فرّ السائق إلى جهة مجهولة.
حوادث متفرقة
شهدت منطقة الجريف حادثًا مأساويًا بعد انفجار قنبلة من مخلفات الحرب، أسفر عن إصابة رب أسرة وبتر يده، إلى جانب إصابة زوجته بجروح خطيرة.
وفي زيارة وصفت بالتاريخية، تفقد رئيس الوزراء حجم الدمار الذي طال منشآت النفط والكهرباء بمصفاة الجيلي، عقب استهدافها من قبل قوات الدعم السريع.
من جهة أخرى، أعلن خفر السواحل الليبي انتشال عدد من المهاجرين غير النظاميين، من بينهم سودانيون، من قارب قبالة السواحل الليبية.
ختامًا، يبقى السودان في عين العاصفة، تحيط به أزمات الحرب والكوارث الطبيعية والضغوط الدولية، في وقت لا يزال فيه المواطن يتطلع إلى نهاية قريبة لمعاناته وبداية عهد من السلام والاستقرار.
0 تعليق