أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الغناء ليس محرمًا بشكل مطلق كما يروج البعض، مشيرًا إلى أن الحكم الشرعي يتوقف على المحتوى والظروف المحيطة به، وأن الأصل في الأمور الإباحة ما لم يخالف الإنسان نصًا شرعيًا صريحًا.

وقال كريمة، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج  بنظرة تانية، تقديم الإعلامي محمود الجلفي على قناة الشمس: لازم نحترم رغبات الناس ما دام مش بيخالفوا نص شرعي، وربنا قال: بل الإنسان على نفسه بصيرة. الفن فيه الحَسَن وفيه القبيح، يعني مثلًا الغناء: في أصله مباح، وده لو كان في الأغاني الوطنية أو الشعر اللي فيه حماس.

وأضاف: الغناء ممكن يكون مباح، أو محرم، أو مندوب، أو مكروه، أو حتى واجب، حسب المحتوى والظروف.

واستكمل أحمد كريمة: إنما مثلًا لو صدّ عن العبادة أو ذكر الله أو المذاكرة، بيكون مكروه، أما لو التزم الأدب الشرعي، فبيكون مباح.

وتعليقًا على الجدل المثار بعد إعلان حفيدة كوكب الشرق أم كلثوم اعتزالها الفن وارتداء الحجاب، قال كريمة: أنا مليش رأي محدد في الموضوع ده، لأني مش من الأوصياء على الخلق، وربنا هو اللي بيحاسب العباد. 

وتابع: الإنسان حر في قراراته، ما دام ما ارتكبش مُحرَّم، ومش من حق أي حد إنه يوزع الجزاء بإيده، ده مش دورنا.

وشدد “كريمة” على ضرورة احترام خصوصية الآخرين وعدم التدخل في نوايا الناس، قائلًا: اللي بيحرّم حاجة من غير دليل شرعي بيتعدى حدود ربنا، والمفروض ما نتهمش حد، وربنا هو الحكم العدل، وهو وحده اللي هيسأل كل إنسان عن تصرفاته.