دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى وقف أي مفاوضات جارية، والعمل على إصدار تعليمات فورية لاحتلال قطاع غزة بالكامل، مع تشجيع الاستيطان والهجرة بدلًا من أي حلول سياسية أو إنسانية، في تصعيد جديد لمواقف قادة اليمين المتطرف داخل الحكومة الإسرائيلية.

وأكد بن غفير خلال تصريحاته، أن الانسحاب من محور موراج يُعد “خطأ جسيمًا”، مطالبًا نتنياهو بالتراجع الفوري عن هذا القرار، في إشارة إلى رغبة متصاعدة لدى بعض أقطاب الحكومة الإسرائيلية نحو التصعيد العسكري بدلًا من التهدئة أو الانخراط في مسارات تفاوضية.

اتهامات للجيش بعدم تنفيذ تعليمات القيادة السياسية

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش وجها خلال اجتماع أمني، اتهامات مباشرة للجيش الإسرائيلي بعدم تنفيذ التعليمات الصادرة عن القيادة السياسية، وهو ما يشير إلى وجود خلافات داخلية حادة بين الأذرع السياسية والعسكرية في الحكومة الإسرائيلية بشأن كيفية التعامل مع الملف الفلسطيني، وخصوصًا الوضع الميداني في غزة.

وذكرت قناة “القاهرة الإخبارية” نقلًا عن الإعلام الإسرائيلي، أن نتنياهو طلب خلال الاجتماع ذاته إعداد خطة لإجلاء سكان قطاع غزة نحو الجنوب، تمهيدًا لاتخاذ خطوات ميدانية حاسمة قبل عودته من زيارة مرتقبة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن.

استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وسط وضع إنساني كارثي

وفي سياق ميداني متصل، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي شن مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي المكثف على مناطق مختلفة من قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، وارتكاب مجازر دموية في مناطق التوغل، في ظل أوضاع إنسانية وُصفت بأنها كارثية بسبب استمرار الحصار الخانق على القطاع.

وأفادت تقارير حقوقية وشهادات ميدانية بأن الاحتلال ارتكب جرائم مروعة في العديد من المناطق المكتظة بالسكان، في الوقت الذي يعاني فيه الأهالي من نقص شديد في الغذاء والمياه والدواء، واستهداف متكرر للبنية التحتية والمراكز الصحية، وسط صمت دولي متزايد.

تصعيد سياسي وعسكري يهدد مستقبل غزة والمنطقة

تأتي تصريحات بن غفير وتحركات الحكومة الإسرائيلية في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لوقف العدوان وفتح ممرات إنسانية آمنة لسكان القطاع.

 إلا أن تصريحات قادة اليمين الإسرائيلي، مثل بن غفير وسموتريتش، تنذر بإمكانية اتساع رقعة التصعيد وتحول المواجهة إلى مرحلة أكثر عنفًا ودموية، في ظل غياب أي أفق حقيقي للحلول السياسية ورفض واضح لمسارات التهدئة.