قال الفريق الدكتور قاصد محمود، نائب رئيس أركان الجيش الأردني سابقًا، إن الغارات الإسرائيلية على مدينة السويداء تمثل انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية، مؤكدًا أن إسرائيل "استباحت الأجواء السورية منذ اللحظة الأولى للأزمة"، وتسعى باستمرار إلى خلق حالة من الفوضى والانفلات الأمني داخل الأراضي السورية.

استهداف مباشر للاستقرار 

وأوضح "محمود"، خلال مداخلة عبر برنامج منتصف النهار على قناة القاهرة الإخبارية، مساء الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على منع عودة الاستقرار في مناطق مثل السويداء من خلال تدخلات عسكرية مباشرة ودعم خفي لبعض الفاعلين المحليين، مشيرًا إلى وجود علاقات سرية تربط بعض هذه الأطراف بإسرائيل.

وأضاف الفريق الأردني، أن إسرائيل تُغذي الانقسامات الطائفية والعرقية داخل سوريا، وتسعى لتوسيع نفوذها في مختلف المناطق وليس فقط في الجنوب، متحدثًا عن محاولات مشابهة لاختراق الساحة السورية في اللاذقية، والشمال الشرقي، وحتى داخل بعض الطوائف المسيحية والعلوية.

ازدواجية في الدور الإسرائيلي

وحذر من الدور المزدوج لإسرائيل، حيث تسعى علنًا إلى "تنسيقات أمنية"، في حين تعمل في الخفاء على توسيع نفوذها الاستخباراتي ودعم حالة الفوضى، واصفًا الاحتلال الإسرائيلي بأنه "العقبة الأكبر أمام تعافي سوريا".

وفيما يخص مآلات الأزمة، أكد الفريق محمود أن استمرار الانقسام الداخلي دون توافق وطني حقيقي، يمنح إسرائيل فرصة أكبر للتوغل، داعيًا السوريين إلى الاتفاق على عدو مشترك وتوحيد الصفوف من أجل استعادة القرار الوطني.

موقف أميركي منحاز

وفي ختام تصريحاته، أشار إلى أن الولايات المتحدة توفّر غطاءً دبلوماسيًا وسياسيًا لتصرفات إسرائيل، معتبرًا أن كبح جماح الاحتلال لن يتم إلا عبر موقف عربي موحد وحازم، يعيد التوازن إلى المنطقة ويجبر واشنطن على إعادة تقييم أولوياتها ومصالحها.