الهلال الإخباري

حرب التضليل الإعلامي بين إسرائيل وإيران - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حرب التضليل الإعلامي بين إسرائيل وإيران - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 09:37 صباحاً


تقترن مفردة (تضليل) في المعاجم والقواميس بالشر والباطل، وقد عرفها المعجم السياسي الفرنسي طبعة 1978: التضليل: هو الخبر الكاذب الموجه، الذي يقدم على أنه حقيقة، بهدف توريط الرأي العام في الخطأ، لتوجيه العقول وتزييف الجماهير العريضة وإدارة لعبة السياسية بشكل غير نظيف، وفي لسان العرب لابن منظور، فإن التضليل من مادة (ضلل)، وتضليل الإنسان تصييره إلى الضلال، أي الباطل.

وفق رأي خبراء الاتصال تتنوع الأساليب والتي منها أسلوب التعمية على المعلومات والتي تتم من خلال التجاهل التام للكثير من الأحداث الميدانية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وحالات منع النشر وتحديد حركة المراسلين الصحفيين، كذلك منع شهود العيان من التصريح لوسائل الإعلام، بالإضافة إلى السيطرة على وسائل الإعلام، وعمليات الاغتيال الحقيقي، والمعنوي للشخصيات، لأصحاب الرأي والإعلاميين.

ومن الأساليب في النشر: تسريب المعلومات، بث وتكرار الشائعات والمعلومات الكاذبة، تحفيز مشاعر الخوف والذعر لدى الجمهور، إلهاء الجمهور بمعلومات غير مهمة وفق ما يطلق عليه (النفايات المعلوماتية) والذي يؤدي إلى الشعور باليأس والعجز والسلبية واللامبالاة.

موجات التضليل الإعلامي
ضمن الحرب الإسرائيلية الإيرانية الحالية يشكل تضليل الصورة أهمية كبرى كون التلاعب بالصورة يؤدي إلى الخداع، وتقديم الصورة دليل على مصداقية الخبر المنشور وهو من أهم وأبرز أشكال التلاعب بالصورة، حيث يعمل على التقاطها ونشرها أو بتجريف مضمونها والتلاعب أيضا بألوانها أو إضافة صور شخصية للآخرين، مونتاج الصور وإعادة تشكيلها بما يخدم القائم بالاتصال لإيصال رسالة مزيفة مضللة.

لا يمكن الجزم بوجود منصة أكثر من منصة في عمليات نشر المعلومات المضللة، فكل روبوتات الدردشة تستخدم عبارة «تحققوا من الأخبار الموثوقة لمزيد من الدقة»، كما تؤكد المنصات أنها «تحظر المحتوى غير الدقيق أو المضلل أو الكاذب»، وأنها تعمل مع جهات تدقيق مستقلة «للتحقق من المحتوى المضلل»، ولا يمكن الجزم أن أطراف الصراع لا تنشر المحتوى المضلل أو الأخبار الكاذبة، فالدوافع عند الذين يقومون بإنشاء المحتوى المزيف عبر الإنترنت تختلف، إلا أن العديد منها مشتركة بل هي سمة مشتركة عند مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي العاديين، والتي يمكن تلخيصها برغبة الأشخاص في إعادة مشاركة الأشياء إذا كانت تتوافق مع هويتهم السياسية، وبشكل عام، فإن المحتوى العاطفي الأكثر إثارة سينتشر بسرعة أكبر عبر الإنترنت.

انطلقت موجة التضليل الإعلامي بين الطرفين منذ أن بدأت إسرائيل ضرباتها على إيران في 13 يونيو، ومن الجانب الإيراني لوحظ تضخيم فعالية الرد والتباهي بالقدرات العسكرية الإيرانية، كما قامت حسابات مؤيدة لإسرائيل بنشر معلومات مضللة من خلال إعادة تداول مقاطع قديمة للاحتجاجات في إيران، مدعية زورا أنها تظهر معارضة متزايدة للحكومة ودعما بين الإيرانيين للحملة العسكرية الإسرائيلية، رافق حملات التضليل الإعلامي استخدام صور وفيديوهات معدلة ومولدة بالذكاء الاصطناعي، وإعادة استخدام مقاطع فيديو قديمة منشورة مسبقا في العراق سوريا وأوكرانيا ونسب حدوثها في مواقع طرفي الصراع يُعاد استخدامها على أنها مواد حديثة.

التضليل لم يكن شعبيا؛ بل نشرت مصادر رسمية في طرفي الصراع «إيران وإسرائيل» بعض الصور المزيفة. ونشرت وسائل إعلام رسمية في طهران لقطات مزيفة لضربات جوية وصورة مُولّدة بالذكاء الاصطناعي لطائرة إف-35 مُسقطة، بينما تلقى منشور نشره جيش الدفاع الإسرائيلي إشعارا من مجتمع X لاستخدامه لقطات قديمة لا علاقة لها بالحرب الحالية.

ملاحظات أساسية
غالبا ما تكون الحروب بيئة مثالية لانتشار المعلومات المضللة ضمن استراتيجية الحملات الدعائية «البروباغندا» التي تسعى من خلالها الأطراف إلى التأثير على جمهور الطرف المقابل لتسهيل اختراقه، وفي حالات النزاع، غالبا ما تُنشر لقطات أو صور قديمة خارج سياقها، وتعمل الحسابات العاملة المعروفة باسم «مزارعي المشاركة» بالاستفادة من الصراع من خلال مشاركة محتوى مضلل مصمم لجذب الانتباه، وضمن تعليقات الجمهور على الفيديوهات المنشورة أشاروا إلى أن الفيديوهات تُظهر الغارات الأمريكية على بغداد أو حريقا في الصين أو قصفا على بيروت، يتمسك روبوت المحادثة «غروك» على منصة X بنظريته الخاصة، لكنه يضيف: لا يمكن دحض الادعاءات بأنها لقطات من (ويشير إلى الحدث) فهناك صور مشابهة، وقد حدث سوء تصنيف من قبل دون دليل واضح، أعتقد حسب «روبوت المحادثة «أن الأمر حديث على الأرجح، لكنني أحث على توخي الحذر مع مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يتم نشر معلومات مضللة من خلال حسابات معروفة سبق أن تناولت الحرب الحالية بين إسرائيل وغزة وغيرها من الصراعات، هذا وتختلف الدوافع فتقدم بعض منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية مبالغ مالية للحسابات التي تحقق أعدادا كبيرة من المشاهدات.

ختاما؛ أصبح المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي أكثر واقعية، وأمام هذه الفوضى المعلوماتية كيف يمكن تمييز المقاطع المولدة بالذكاء الاصطناعي؟

يمكن التمييز من خلال التحقق من مصدر المعلومات والانتباه إلى وجود تشوهات بصرية غير طبيعية أو تباين في جودة الفيديو، بالإضافة إلى تناقض التفاصيل أو وجود عناصر غير متناسقة، واستخدام البحث العكسي للتحقق من أصل الصور أو الفيديو في حال غياب المصادر الإخبارية الموثوقة.

فيما يلي أبرز المعلومات المضللة التي انتشرت في المواجهة الحالية بين إسرائيل وإيران:
النموذج الزائف:
مقطع فيديو يُظهر علي خامنئي وقد فتح عمامته، مشيرا إلى أن لذلك دلالات خاصة في إيران.
الحقيقة:
الفيديو قديم منشور في أكتوبر 2013 يوثق تجوّل خامنئي سيرا على الأقدام في أحد سفوح جبال إيران.

النموذج الزائف:
فيديو لقصف إيراني على مبنى في إسرائيل، حسب المنشور استهدف مدير استخبارات الجيش الإسرائيلي في الهجمات الأخيرة.
الحقيقة:
المقطع قديم نشر في نوفمبر 2024، لغارة جوية إسرائيلية دمرت مبنى سكنيا في حي الطيونة خلال الهجوم على الضاحية الجنوبية في بيروت.

النموذج الزائف:
فيديو حريق اندلع في مصفاة حيفا للنفط بعد قصف إيراني.
الحقيقة:
المقطع مجتزأ من مقطع فيديو نشره حساب على تيك توك يوم 22 أبريل 2025، تضمن حريقا اندلع في محطة وقود بمدينة الباب التابعة لمحافظة حلب شمال سوريا.

النموذج الزائف:
فيديو نزوح لإيرانيين تجاه العراق بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
الحقيقة:
الفيديو منشور على حساب »nedoyatrisoch« في تيك توك، في 29 مايو 2025 تضمن تجمعا في منطقة روب بارتان دولبا في نيبال، وصنف كمحتوى مولد بالذكاء الاصطناعي.

النموذج الزائف:
فيديو لتحرك الأسطول الصيني والروسي نحو المياه الإقليمية الإيرانية، ردا على تحرك الأسطول الأمريكي والبريطاني.
الحقيقة:
الفيديو مناورات ثلاثية مشتركة بين إيران وروسيا والصين تحت اسم «حزام الأمن البحري»، نشر في 10 مارس 2025، في حساب قناة العربية على يوتيوب ويوثق المناورات البحرية المشتركة في ميناء تشابهار الإيراني.

النموذج الزائف:
فيديو يُظهر إسرائيليين خرجوا في احتجاجات للاعتذار من إيران والمطالبة بوقف الحرب الجارية.
الحقيقة:
الفيديو مولد باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر أداة »Veo«، ويظهر شعارها بوضوح في الزاوية السفلية اليمنى من الفيديو.

النموذج الزائف:
منشور من حساب «إسرائيل تتكلم بالعربية» يدعي أن إسرائيل استهدفت فقط قادة عسكريين إيرانيين خلال هجماتها الأخيرة، مقابل اتهام إيران باستهداف «مدنيين أبرياء».
الحقيقة:
أعلن التلفزيون الإيراني مقتل نحو 60 شخصا، بينهم 20 طفلا، في هجوم إسرائيلي على مجمع سكني في طهران. كما كشف عن هوية بعض الضحايا.

النموذج الزائف:
فيديو لمواطن إسرائيلي يقف أمام أنقاض، ينفجر بالبكاء ويتوسّل إلى إيران أن توقف الحرب.
الحقيقة:
الفيديو مولد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتضمن المشهد إسرائيليا يتوسل إلى إيران لوقف قصف إسرائيل، نُشر على قناة Fox Tronic على اليوتيوب في 18 يونيو 2025.

النموذج الزائف:
فيديو لأسراب من الطائرات الإسرائيلية متجهة لقصف العاصمة الإيرانية طهران.
الحقيقة:
الفيديو لعرض جوي لطائرات حربية مصرية نُشر الفيديو على منصة تيك توك لحساب شاب مصري في 3 أكتوبر 2024، وذكر أنه لطائرات الجيش المصري أثناء مرورها فوق مدينة الشروق بالتزامن مع احتفال القوات المسلحة بذكرى حرب أكتوبر 1973.

النموذج الزائف:
فيديو وصورة لنقل صاروخ إيراني عابر للقارات.
الحقيقة:
الفيديو منشور على موقع اليوتيوب في 13 ديسمبر 2018، لنقل خزان صناعي ضخم لمحطة غاز طبيعي، من كازاخستان إلى أوزبكستان، بحمولة تبلغ 520 طنا.

النموذج الزائف:
فيديو وصور لوصول إمدادات طبية من الإمارات إلى إسرائيل بعد الهجمات الإيرانية الأخيرة.
الحقيقة:
الفيديو قديم لوصول أول رحلة تجارية لطيران الاتحاد الإماراتي إلى مطار بن غوريون في أبريل 2021 وكان على متنها السفير الإماراتي محمد آل خاجة، ووصول طائرتي مساعدات إماراتيتين إلى مطار بنينا في مدينة بنغازي الليبية، وذلك ضمن جسر جوي أرسلته الإمارات للمساعدة على مواجهة آثار الفيضانات.

النموذج الزائف:
فيديو وصور لمطاردة نفذها الأمن الإيراني ضد شخص متهم بالتجسس لصالح الموساد.
الحقيقة:
الفيديو قديم ونشر على موقع إنستغرام بتاريخ 11 نوفمبر 2023 لمطاردة الأمن الإيراني مهربي مخدات.

النموذج الزائف:
صورة تظهر قائدة طائرة إسرائيلية تدعى سارة أحرونوت أُسقطت طائرتها وأُسرت في إيران.
الحقيقة:
الصورة منشورة في ديسمبر 2021، وتظهر الملازم التشيلية دانييلا فيغيروا شولز، أول طيّارة بحرية خلال قيادتها طائرة من طراز »بيلاتوس PC-7«.

b_nerab@

أخبار متعلقة :