نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غرق البعض في الديون وسوء إدارتها - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 21 يوليو 2025 08:25 صباحاً
إن ما نلاحظه من تساهل البعض في الديون ما هو إلا نتيجة الجهل بعقابها في الدنيا والآخرة، والتي أغلبها تكون لغير الحاجة والكماليات الدنيوية غير الضرورية والمماطلة في قضائها، أو استدانة ما لا قدرة لهم على الوفاء بها، أو الدخول في مغامرات تجارية دون خبرة أو دراسة كافية أو استشارات، أو عدم معرفة التكلفة الإجمالية للدين (الأقساط والفوائد)، ساهمت فيها إغراءات جهات التمويل وسهولة إجراءاتها، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام لا يصلي على رجل عليه دين، ومنها ما ثبت عنه أنه أتي بميّت فسأل "أعليه دين قالوا نعم عليه ديناران، قال صلّوا على صاحبكم، قال أبو قتادة هما عليّ يا رسول اللّه، فصلّى عليه، فلمّا فتح اللّه على رسوله قال: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك دينا فعليّ ومن ترك مالا فلورثته" (الألباني-صحيح النسائي).
إن حسن إدارة الديون الشخصية من أهم أسباب التحكم فيها والتخلص منها تدريجيا وتقليل مدفوعات الفوائد وزيادة القدرة الشرائية وتوفير هامش أكبر للادخار والاستثمار مستقبلا، مع الشعور بالاطمئنان والاستقرار المالي وتحسين جودة الحياة وتحقيق الأهداف المالية طويلة الأجل كشراء سيارة أو أرض أو تملك منزل أو تأسيس مشروع تجاري، كما يساهم الالتزام والسداد المنتظم للديون في تعزيز الثقة الائتمانية وبناء سجلات ائتمانية قوية داعمة للمستقبل.
تبدأ إدارة الديون بعمل تقييم عام للوضع المالي الحالي وتحديد دقيق للإيرادات والنفقات والديون ومواعيد الاستحقاقات لها، ثم تليها مرحلة ترتيب الأولويات للديون ذات الفائدة الأكبر والأهم، والتركيز على سدادها في مدة محددة، ثم النظر في الديون الأخرى الأقل أهمية، ووضع ميزانية واقعية كتخصيص مبلغ محدد من الدخل الشهري والالتزام به للسداد مع مراعاة النفقات الشهرية الضرورية وتقليل النفقات غير الضرورية أو الاستغناء عنها إن أمكن، ولا ننسى تطوير صندوق الطوارئ الذي يعتبر شبكة الأمان التي تمنع بإذن الله اللجوء لزيادة الديون عند حدوث نفقات غير متوقعة، ومحاولة التفاوض مع الدائنين من ناحية تقليل الفوائد أو شروط السداد، كما يلجأ البعض من المديونين إلى خطوة مهمة وهي زيادة الدخل وإيجاد مصادر إضافية للمال عن طريق العمل الحر أو التجارة الالكترونية أو تقديم استشارات وتدريب في تخصصاتهم، أو العمل في أوقات الفراغ أو المناسبات، مع إمكانية استخدام برامج إدارة الديون عن طريق الوكالات الاستشارية أو التطبيقات الحديثة، حيث يتطلب سداد الديون وقتا وجهدا وتعاونا من الجميع، ولن يتم ذلك إلا بالتحلي بالصبر والمثابرة، وهما عنصران مهمان في إدارة الديون.
وأخيرا وليس آخرا، إن التخلص من الديون رحلة طويلة وشاقة تتطلب كثيرا من الصبر والتحمل والتخطيط المالي المحكم، والتطبيق السريع ووضع أولويات والتزام مالي صارم ومتابعة يومية، لتحديد خط سير واضح في أمواج بحر الديون الهائجة ومعرفة المؤشرات الضرورية التي يحتاجها الإنسان لقياس جودة المصاريف والنفقات والتحكم بها، وتسريع رحلة الوصول إلى شط الأمان والحرية المالية بخطة سداد مستدامة لتحقيق الأهداف المالية الشخصية.
أخبار متعلقة :